الأسرى - شبكة قُدس: أعلنت مؤسسات الأسرى، مساء اليوم الأحد، عن ارتقاء الأسير والكاتب والمفكر وليد دقة في مستشفى أساف هروفيه الإسرائيلي بعد 38 عاما قضاها في بين القضبان.
ولد وليد نمر أسعد دقَّة في الأول من 18 يوليو/تموز 1961، في بلدة باقة الغربية التابعة لقضاء حيفا المحتلة، ونشأ وليد دقة في أسرة فلسطينية تتكون من 6 أشقاء و3 شقيقات، وتنحدر من جنوب غرب وادي الحوارث.
واعتقل وليد في سن الـ25 عاما، وتزوج من سناء سلامة، بعد أن انتزع زفافا لمدة 3 ساعات داخل أروقة سجون الاحتلال عام 1999، وكان الأشهر والوحيد في تاريخ الحركة الأسيرة.
وناضل مع زوجته 12 عاما لنيل قرار يسمح لهما بالإنجاب، قبل أن يتمكن من "تحرير نطفة" اخترقت جدران السجن وظلماته عام 2019، لتخرج طفلته إلى الوجود في الثالث من فبراير/شباط 2020 باسم "ميلاد وليد دقة"، لكنها لم تعرفه إلا أسيرا في مكان لا باب له، وأصبح أبا في سن 57.
وكان وليد، قد اختار لابنته اسم "ميلاد" قبل أن تولد، في رسالة كتبها داخل سجنه عام 2011 في الذكرى الـ25 لاعتقاله، وكان مما جاء فيها "أكتب لميلاد المستقبل، فهكذا نريد أن نسميه/نسميها، وهكذا أريد للمستقبل أن يعرفنا".
يعد الشهيد دقة، سادس أقدم أسير فلسطيني، وكان قد أنهى حكمه الأول في مارس/آذار 2023، وتمت معاقبته بعامين إضافيين.
أكمل دراسته في المعتقل وحصل على الماجستير، وهرّب نطفة إلى خارج السجن، وأصبح أبا في سن 57 عاما، ومارس الكتابة داخل السجن ليقاوم النسيان ويورّث قضيته وأفكاره، وولد مجددا في السجن رغم القيد والتنكيل والتعذيب.
صدرت له عدة مؤلفات، أبرزها "صهر الوعي" و"الزمن الموازي" ورواية "حكاية سرّ الزيت"، التي نالت جوائز محلية وعربية.
وقد سمى نفسه "رجل الكهف" الذي ينتمي إلى عصر انتهى، لأنه أتمّ أكثر من نصف عُمره في السجن، ورفضت قوات الاحتلال الإفراج عنه أكثر من مرة.
عاش وليد في صباه ومراهقته قسوة واقع الاحتلال، التي حفزته على الالتحاق بالعمل الفدائي، فانضم إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عام 1983، وانتسب إلى خلية عسكرية، وفي عام 1984، كان من بين 3 عناصر من مجموعته تم اختيارهم لتلقي تدريبات عسكرية وأمنية.
ساهم لاحقا في تشكيل جهاز عسكري سري يعمل في الداخل المحتل، حيث سافر إلى سوريا، وتلقى تدريبات لمدة شهر في أحد المعسكرات التابعة للجبهة قرب الحدود الأردنية.
كانت مهمة الجهاز، جمع المعلومات حول قادة ومسؤولين إسرائيليين شاركوا في اجتياح لبنان، وارتكبوا مجزرة صبرا وشاتيلا؛ واختطاف عسكريين بهدف مبادلتهم بأسرى فلسطينيين وعرب معتقلين في السجون الإسرائيلية.
عمل وليد في هذا الجهاز مدة عامين قبل أن تعتقله سلطات الاحتلال، وتتهمه مع الشهيد إبراهيم الراعي ورشدي أبو مخ وإبراهيم بيادسة، بقتل الجندي موشي تمام.
من داخل معتقله، صار عضوا في حزب التجمع الوطني الديمقراطي عقب تأسيسه عام 1995، وهو حزب فلسطيني في الداخل المحتل، وانتخب غيابيا في لجنته المركزية.
انضم وليد دقة إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عام 1983، وانتسب إلى خلية عسكرية، وفي عام 1984، كان من بين 3 عناصر من مجموعته تم اختيارهم لتلقي تدريبات عسكرية وأمنية، وساهم لاحقا في تشكيل جهاز عسكري سري يعمل في الداخل المحتل 48، حيث سافر إلى سوريا، وتلقى تدريبات لمدة شهر في أحد المعسكرات التابعة للجبهة قرب الحدود الأردنية، قبل أن تعتقله قوات الاحتلال، وتتهمه مع الشهيد إبراهيم الراعي ورشدي أبو مخ وإبراهيم بيادسة، بقتل الجندي موشي تمام.
وخلال اعتقاله، صار عضوا في حزب التجمع الوطني الديمقراطي عقب تأسيسه عام 1995، وانتخب غيابيا في لجنته المركزية.
وقضى وليد ما يقرب من ثلثي حياته في السجن، لكنه حرر نفسه من خلال الكتابة وتحصيله العلمي والأكاديمي داخل المعتقل، إذ يقول "لا أكتب إلا لأني أريد الصمود داخل الأسر".
اعتقل وليد في مارس/آذار 1986، وكان يبلغ في حينه 25 عاما، تعرض خلاله للتعذيب القاسي وحكم عليه بالسجن المؤبد بتهمة خطف وقتل جندي إسرائيلي، ثم جرى تخفيض مدة الحبس عام 2012 إلى 37 عاما.
وهو ضمن 23 أسيرا جرى اعتقالهم منذ ما قبل توقيع اتفاقية أوسلو عام 1993، وقد رفضت قوات الاحتلال الإفراج عنه في كافة صفقات التبادل والإفراج عن أسرى الداخل الفلسطيني في أعوام 1994 و2008 و2011، كما تراجع الاحتلال عن وضعه في قائمة المفرج عنهم من الأسرى القدامى عامي 2013 و2014.
وفي 18 ديسمبر/كانون الأول 2022، شُخّص وليد بمرض التليف النقوي، وهو نوع نادر من سرطان نخاع العظم الذي تطور عن سرطان الدم اللوكيميا الذي شخص به عام 2015، وعولج دوائيا لا كيميائيا.
وفي مارس/آذار 2023، أُدخل المستشفى بعد تدهور حاد في وضعه الصحي، حيث عانى من التهاب رئوي حاد وقصور كلوي. وفي يونيو/حزيران 2023، رُفض طلب الإفراج عن وليد لوضعه الصحي، كما رفضت المحكمة المركزية الالتماس الذي قدمه ضد قرار اللجنة.